--------------------------------------------------------------------------------
الحب جميل... الحب كالماء و الهواء.. الحب هو الحياة..
شعارات يرددها الكثيرون... ولكن ما هي حقيقته؟.. و هل يمكن أن يكون ظاهره السعادة و باطنه الآلام ؟..
.....
فالشاب في مقتبل عمره لا يعلم مدى خطورة هذا الطريق..طريق الحب
....
تمامًا كالظمآن الذي وجد بئرفأقترب.. فلم يجد ماء..ولأنه جهلا ً يظن بأن كل بئر لا بد و أن يكون بها ماء..أقترب أكثر.. فهوى.. فإذا بالبئر عميقة جدًا.. فهو يهوي..ويهوي..حتى فقد الشعور بأنه يهوي ..و فجأة... أرتطم بالقاع
....
فإن لن يكن قد قـُتل.. فقد أ ُصيب بجروح بالغة.. فيصرخ من شدة الألم...و لكن لا يسمعه أحد.. فالبئر عميقة..
....
يمر زمن.. الله أعلم به..حتى تهدأ جراحه.. فيقوم.. ينظر حوله.. ثم ينظر إلى الأعلى .. يا للكارثة!!.. الآن عليَ أن أتسلق كل هذا الأرتفاع كي أخرج من هذا المكان..أخرج إلى الحياة..
....
فإذا خرج.. ينظر إلى نفسه.. فإذا بسنوات عمره و قد فنت.. و ينظر بين يديه... فلا يجد ماء.. و ينتبه.. فيجد أنه ما زال ظمآن!!!!
.... ...
الحب كالخمر.....
فالخمر تُذهب العقل.... و الحب يُذهب الروح....
فكما تعلم يقينـًا بأنك إذا شربت من كأس الخمر سيذهب عقلك فتهوى من درجة الإنسان إلى من دونه من الحيوان..
...
كذلك.. إذا ما شربت من كأس الحب فستهوى من درجة الإنسان إلى من دونه من الجماد
.......
هذا هو وجه التشابه بين الخمر و الحب
.....
أما وجه الاختلاف فيأتي بأن الله قد حرم علينا الخمر في الدنيا و لم يحرم الحب..
وذلك لأن الحب بكل تداعياته و أهواله هو داء له دواء..
نعم.. هو داء و لكن له دواء واحد فقط لاغير... ألا وهو الزواج.
صحيح أنه دواء يصعب على الكثير منا تحقيقه في زماننا هذا.. إلا انه دواء!
.......
أنا الآن أتصور قارىء هذا المقال في واحدة من الحالات التالية:
....
الأولى.. أنك حاليًا بعيد عن الحب... فلا غبار عليك..
...
الثانية... أنك تظن بأنك تشعر بميل تجاه هذه الفتاة...قف.. و أنتظر.. واعلم جيدا بأنك على شفا بئر عميقة.. تأكد أولا بأن بها ماء.. و تأكد كذلك بأن معك ما ستحمل به الماء..فإن لم تكن قادر على الزواج فابتعد فورا و أكمل صيامك.
......
أما الحالة الثالثة..فلا جدوى من الوقاية... فقد تبعثرت أشلاؤك.. ولا ترى نفسك إلا بقايا إنسان.
هنا لا تجدي النصائح و لا المواعظ.. فالألم جلل.. لا يشعر به إلا من ذاق مثله.
و لكن إذا نظرت إلى نفسك ستجد أن حقيقة ما تريده هو أن تشارك روحك مع جسد غير جسدك.. و سبب عذابك هو أن الجسد الآخر يأبى مشاركة روحك فيه.. إذاً ما تريده انت هو مستحيل من المستحيلات.. فمن سعى إلى التفريط في بعض الروح.. قد تفارقة بغير رجعة فيموت.. منتحرًا كان أو شهيد في ذلك خلاف.. المهم أنه كان يستطيع العيش و لو حتى بروح قد طمستها ندوب الجروح .